السعودية أكبر من هذه التهديدات
ما تتعرض له بلادنا من هجمات إعلامية شرسة على ضوء قضية الزميل جمال خاشقجي ومنذ الساعات الأولى ليس بالجديد، فقد مررنا بأزمات إقليمية ودولية أكبر من هذه الأزمة العابرة التي لم يحقق فيها حتى الآن ولم تصدر نتائج تحقيق رسمية لها.
باعتقادي أن قدر المملكة وما تمثله من ثقل ديني وسياسي واقتصادي هو من أهم الأسباب لتلفيق وفبركة هذه القضية الخيالية التي لا يصدقها إلا أعداء المملكة في كل مكان، المملكة كانت تتعرض مثلاً في الإعلام الغربي لقضايا اجتماعية ودينية ويتولد الإحساس لأن الصحف الغربية لا تجد مادة في دولها لتفرد الصفحات لمناقشة القضايا السعودية مثل قضايا المرأة وقيادة السيارة وعمل المرأة وغير ذلك من قضايانا الداخلية، هذا كان في السنوات الماضية، مع وصول ولي العهد لمنصبه أطلق مشروع السعودية الجديدة ذي الاقتصاد المتعدد الموارد، وأصدرت القيادة قرارات ملكية سمحت للمرأة بالمشاركة الحقيقية في التنمية وانتهينا من تلك القضايا البسيطة والتي كان يتاجر ويزايد فيها البعض والتفتنا إلى بناء وطن قوي في كل المجالات، وهذا التوجه قد لا يعجب فئات ومنها بعض الدول وللأسف أن بعضها كنا نحسبها من الحلفاء.
من يتابع قناة الجزيرة ومنذ انطلاقها في تسعينات القرن الماضي وهي أداة من أدوات خلق مشروع الفوضى تحت غطاء نشر الديمقراطية في منطقتنا، طبعا هذا المشروع محمي بقواعد عسكرية غربية من مبنى تلك المحطة وأغلب العاملين فيها من بقايا اليسار والتيار الإخواني.
بروز قيادة شابة في القيادة السعودية ممثلة في ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مشروع التغيير وبناء الدولة القوية والمدافعة عن مصالح شعبها وعن منظومة الأمن العربي هو باعتقادي أحد أسباب هذا التلفيق والكذب الإعلامي الذي نتعرض له من تلك القوى التنظيمات الشريرة، وهذا لن يزيدنا إلا وحدة وتلاحما خلف قيادتنا ووطنا، وسيكشف المستقبل القريب من هو المستفيد الحقيقي من هذه الزوبعة العابرة، فنحن دولة لا يمكن أن تهدد من أي طرف في العالم وهي تقود تحالفات وتشترك فيها لمحاربة الإرهاب والدفاع عن مصالح الأمتين العربية والإسلامية.
نقلا عن الحياة